وثيقة أعدتها الجامعة البهائية العالمية للمؤتمر العالمي حول حقوق الإنسان جدول أعمال رقم 11: الأخذ بعين الاعتبار الاتجاهات المعاصرة والتحديات الجديدة للفهم والإدراك الكامل لحقوق الإنسان للنساء والرجال، بمن فيهم الأشخاص الذين ينتمون إلى مجموعات غير قادرة على حماية أنفسها.فيينا، النمسا14 - 25 يونيو 1993__________________________________________________________" يجب أن تكون هناك مساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة ...لأن عالم البشرية له جناحان: الرجل والمرأة.إذا أصاب أحد الأجنحة خلل أو عيب وأصبح غير قادر على الطيران، سيحد هذا من قوة الجناح الآخر، وبهذه الطريقة سيصبح الطيران أمراً مستحيلاً."عبد البهاء[i]
--------------______________________________________________________ترحب الجامعة البهائية العالمية بالفرصة التي أتيحت لها لمخاطبة البند الحادي عشر من جدول أعمال هذا المؤتمر العالمي التاريخي.إننا نأمل أن تستمر الاعتبارات الشاملة لحقوق المرأة في جميع الاجتماعات المستقبلية من أجل تقدم حقوق الإنسان وازدهارها، كما نؤيد مشروع القرار الذي تبنته اللجنة المسؤولة عن وضع المرأة في جلستها المنعقدة عام 1993 والذي يحث على الأخذ بعين الاعتبار حقوق المرأة وكل ما يتعلق بها تحت جميع البنود المذكورة في جدول أعمال المقترح للمؤتمر العالمي لحقوق الإنسان.إن استمرار العنف الموجه ضد النساء وازدياده، سواء من الناحية الشخصية أو من طرف المؤسسات، يمكن نسبته بشكل كبير إلى الحرمان التقليدي للنساء من عمليات التنمية واتخاذ القرارات.نحن بحاجة إلى إجراء تعديل كبير في نظرة البشرية ككل، عن طريق الأخذ بالاعتبار القيم العالمية والمبادئ الروحانية.كما نحتاج إلى تشريع القوانين التي تساعد في التعبير العملي لمبدأ تساوي الجنسين وأيضاً للحدّ من الظلم الذي تواجهه النساء.
إن العنف ضد المرأة على المستوى المنزلي هي السمة السائدة للكثير من النساء حول العالم، بغض النظر عن الجنس، والطبقة، والخلفية التعليمية.تسود في العديد من المجتمعات معتقدات تقليدية السائدة بأن النساء يشكلن عبئاً، تجعلهن أهدافاً سهلة للغضب.وفي مواقف أخرى، عندما يتدهور الوضع الاقتصادي وينكمش، يصب الرجل جام غضبه وإحباطه على المرأة والأطفال.ما زال العنف ضد النساء قائماً ومستمراً في جميع أنحاء العالم، لأنه لا يعاقَب عليه. يجب تفحص المعتقدات والعادات التي تلعب دوراً في اضطهاد النساء من منظور العدل والإنصاف.وعندما يتم فهم هذا الأمر بطريقة صحيحة، فإن مبدأ المساواة الأساسي بين الرجل والمرأة سيؤدي إلى ظهور تغيير في جميع العلاقات الاجتماعية، بحيث يسمح لكل شخص أن يقوم بتنمية مواهبه وقدراته الفريدة.إن الاستفادة من قوى الجميع ستعزز وتساعد في الوصول إلى بلوغ المجتمع.فكلما أصبح مبدأ المساواة مقبولاً لدى الناس، أوجب على الوالدين، والمدارس، والحكومات، والمنظمات غير الحكومية (NGOs) تحمل مسؤولية نقل هذا التحدي إلى الجيل القادم. إن الأسرة هي الوحدة الأساسية التي يتكون منها المجتمع: فيجب على جميع أفرادها أن يتلقوا التعليم وفقاً لمبادئ روحانية.ويجب حماية حقوق الجميع، وتدريب الأطفال على احترام أنفسهم واحترام غيرهم.وطبقاً للكتابات البهائية، فإنه "يجب الأخذ بعين الاعتبار المحافظة المستمرة على ثبات واستقرار روابط الأسرة ، وعدم انتهاك حقوق أي فرد من أفرادها." إن التعليم القائم على أسس روحية ليس أمراً ضرورياً من أجل حماية المرأة فحسب، ولكنه في الحقيقة ضروري لتنمية وتعزيز الاحترام لجميع الناس، حتى يتم حفظ شرف البشر وكرامتهم، وبهذه الطريقة ينمو لدينا نظام عالمي يؤيد جميع الحقوق البشرية.إن الجامعة البهائية العالمية واثقة بأن غرس القيم الروحانية سيؤثر على عملية تغيير الأفراد والمؤسسات، بحيث تضمن احترام حقوق الإنسان لجميع طبقات المجتمع. من خلال المجالس الإدارية المحلية والمركزية المتواجدة في أكثر من 165 دولة، تعمل الجامعة البهائية بطرق متعددة من أجل تغيير وتبديل وضع المرأة والطريقة التي ينظر فيها إليها.من الأمثلة الجديرة بالاهتمام، هو التعاون بين UNIFEM(صندوق التنمية التابع للأمم المتحدة الخاص بالمرأة) والجامعات البهائية في كل من بوليفيا والكاميرون وماليزيا، ذلك التعاون الذي يهدف إلى تطوير وتحسين وضع النساء القرويات عن طريق استخدام وسائل تقليدية، كالموسيقى والرقص، لتحفيز الحوار في القرى حول دور المرأة.إن خبرات جامعتنا وتعاليم حضرة بهاء الله تجعلنا واثقين بأن عالمنا مقدر له أن يتجاوز الوضع الحالي حتى يصل إلى الوضع الذي يتمتع فيه جميع أفراد العائلة البشرية بدرجة متساوية من الفهم الكامل لحقوقهم الإنسانية.[* "مادامت النساء ممنوعات من تحقيق أعلى إمكاناتهن، سيظل الرجال غير قادرين على الوصول إلى العظمة التي يمكن أن تكون لهم." عبدالبهاء - مترجم ][ نشر هذا المقال في "العظمة التي يمكن أن تكون لهم"، وهو مؤلف تأملات في "أجندة ومنهاج مؤتمر المرأة العالمي الرابع للأمم المتحدة: المساواة، التنمية والسلام"، طبع ليتم توزيعه في المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين بالتزامن مع منتدى المنظمات غير الحكومية في هيوايرو، الصين، أغسطس/سبتمبر1995م .]
[i]Abdul-Bahá, Promulgation of Universal Peace, Page 318النص الانجليزيThe Greatness Which Might Be Theirs: Protection of Women's Rightshttp://bic.org/statements-and-reports/bic-statements/95-0826.7.htmBIC Document #95-0826.7